رواية المفقود – كيم إكلين
بين كمبوديا ومونتريال تتحرك شخوص الرواية التي دخلت كنسيم في روح المتلقي، حيث الحكاية الشفافة بالعشق بين البنت الكندية والشاب الكمبودي الذي تصفه بأنه الكائن الذي يخبئ مشاعره في أغنية ذاك الموزع بين عشقين، حبيبته ووطنه، ليعلو صوت الواجب ويعود إلى بلده وقضيته وأهله وينقطع الاتصال بينهما أحد عشر عاما، لتلحق به بعد ذلك مقتفية آثاره رغم محاولة والدها الوقوف بوجه العلاقة بينهما وإخفائه لرسائل الحبيب الغائب في تخوف الأب على ابنته الوحيدة من مغبة الارتباط بمجتمع تتناهبه الصراعات ويفتته الاقتتال وتجتاحه الجريمة لنكون معها جميعا أحد شهود الواقعة على تلك الفترة المظلمة من تاريخ كمبوديا حيث تركز الكاتبة على أهمية نقل الحقائق –(لم أعرفْ ماذا أقول. صرخ طفلٌ في الداخل، خلف الدرفات. سألتُ: ماذا في وسعي أن أفعل؟ أجابت: “أنا أريدك فقط أن تعرفي”) –حيث تشير أن يعرف العالم ماذا يحدث في هذه المنطقة المنكوبة إذ يصل التزوير والمغالطة إلى أقصاها تقول: (كيف باستطاعتهم ليلا أن يناموا بسلام زاعمين أنهم كتبوا الوقائع بينما هم لايعلمون) فأضعف الإيمان أن تصل معلومات حقيقية عما حصل للمفقودين والضائعين والمتضورين جوعا، والمهجرين خارج منازلهم والمقتولين بتهم لا يعرف إلا المولى جريرتها، كما تشير إلى ما تفعله الحروب والأزمات في تشويه وعي البشر وتعطيل إحساسهم ببعضهم، إذ تحكي “كيف لنا أن ننعم بالطعام بينما غيرنا وعلى مقربة منا يتضور جوعاً، كم من الأشياء ماتت فينا ليكون هذا الأمر اعتيادياً”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب