رواية الملف 42 – عبد المجيد سباطة
لا فرق عندي بين الكاتب ولاعب الشطرنج، كلاهما يخوض معركة عقلية عنيفة أمام غريمه، وعلى رقعة قد تتسع مساحتها الصغيرة لتشمل العالم بأسره !
ولأن حسابات الربح والخسارة في لعبتي الشطرنج والكتابة نسبية ولا تخضع لأي منطق، فقد وجدتني مجبرا على رفع الراية البيضاء عوض مواصلة القتال في معركة اجتمعت كل الظروف لتقودني إلى خسارتها، وإن احتميت لبعض الوقت بعبارة مضحكة يلجأ إليها كل المهزومين : الانسحاب التكتيكي…
لكنني لست رجل سياسة يكذب على جماهيره لإخفاء الحقيقة، أنا كاتب يكذب ليكشف لقرائه الحقيقة !
ولا مناص هنا من توقيع صك الاعتراف بها، وإن كانت إقرارا صريحا مني بالاستسلام.
أنا عاجز عن إتمام مشروع رواية بدأت كتابتها يوم الإثنين 1 أبريل 2019، ما يعني -إذا نزعت عني ثوب الكاتب وارتديت ثوب المهندس المدني الذي خلعته منذ سنوات لأنه لا يناسب مقاساتي- انهيار بناء بذلت كل ما في وسعي لتقوية أساساته واحترام الجدول الزمني لتقدم أشغاله.
انهار البناء مخلفا تحت أنقاضه ضحية واحدة فقط : أنا !
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب