رواية الملك الجاهلي يتقاعد – فهد العتيق
بأسلوب يمزج بين السخرية والنقد والتهكّم، يكتب القاص والروائي السعودي “فهد العتيق” روايته الجديدة “الملك الجاهلي يتقاعد” الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. يبتعد هذا عن الكتابة الروائية الكلاسيكية، فيقدّم نصوصاً سردية منفصلة/ متصلة، يجمع بينها أصدقاء يجمعهم حبّ الفنّ والحكايا والتراث، فيقرّرون كتابة عمل إبداعي يستمدّ وقائعه من التراث القديم ليُعبّر عن واقع منغلق على مشاكله وهمومه وأمراضه
.
دخلت البيت بخطوات حذرة بعد أن خف مفعول تلك الحبة المهدئة أو المنومة أو المنشطة , لا أعرف وظيفتها بالضبط , دخلت غرفتي وأغلقت الباب والستارة وأنا أشعر بخوف غريب , حاولت النوم ولم أستطع , بعد ساعة غفوت غفوة مرتبكة , موجزة ومكثفة , الأحلام تتداخل , والدخان لايزال في رأسي , والحب أشعر أنها لازالت في فمي , في حين يحاول حلم اليقظة الجنسي أن يبعد النوم كثيرا , ويجعل المنطقة التي أسفل بطني تؤلمني , لهذا دائما ما أحول موجة حلم اليقظة إلى السينما, حاولت تأليف فيلم عن حياتي مع نادية التي خذلتني , بدأت تأليف الفيلم وخلال دقيقتين كان الفيلم جاهزا للعرض , فجأة ينقطع التفكير , فتتحول الموجة إلى كرة القدم , لكن لماذا هذه العلاقة بين الحبوب والأفلام والنساء و كرة القدم , لماذا هذا الرابط بينهما مغروسا في العقل الباطن والظاهر , وهنا عاد الصوت الغامض الخفي الملعون الذي يهز روحي , كأنه يؤنبني, صوت كأنه يأتي من تلك الأعماق القديمة في روحي , يأتي في لحظة سريعة , يهزني ويصيبني بلحظة رعب سريعة ويمضي , فأشعر بعده بصعوبة في التنفس وحالة رعب صغيرة , عادت أيضا الرائحة المزمنة , رائحة الدخان , شممتها وهي تنبعث من صدري , شيء يشبه شواء شعر الماعز مثلا , شعرت أنني كائن على وشك الاحتراق , ركضت إلى الحمام , دخلت و خلعت ملابسي , وقفت تحت الدش وفتحت الحنفية , اندفع الماء باردا لذيذا على رأسي , وبدأت أنظر من خلال المرآة الكبيرة في جسمي , جسدي الذي لازلت أشعر بالفخر كلما رأيته عاريا هكذا
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب