رواية النباش – عمرو البدالي
“الموت لم يكن قط نهاية ..ولو عاد أحد الأموات للحياة لأخبرنا أنها مجرد البداية ..بداية اللعنة”
“كتاب ملعون..مجموعة أوراق صفراء قديمة وجدتُها بأحد جوانب المقبرة طُويت ككتاب واحد..فتحته..مكتوب باللغة السيريانية.. مجموعة من التعاويذ السحرية، وكلمات لجلب الشياطين..انتابتني رعشة فجائية لم أدرِ لماذا؟ كنتُ معتادًا ذلك، فأنا نابش قبور فرعونية متمرس..ولكن هذه المرة تختلف كثيرًا..اشتممتُ رائحة الدماء بهذه الأوراق البالية ..هذه الكلمات كُتبت بدماء أحدهم ..هكذا شعرت .. عدد كبير من التعاويذ بأوراق عدة، ويتبعها قصة ..كُتبت بالطريقة نفسها..دماء تفوح رائحتها حتى بعد آلاف السنين وكأنها قصة من ألف ليلة وليلة.
-ملعون من يقرأ هذه الكلمات ، ستتغير حياته للجحيم، ومن هذه اللحظة ستبدأ لعنته.
“واقِفٌ أنا على تِلالِ الخديعة..ضبابٌ على مدى البصر ..تائهٌ وسط حروب ضاريةٍ لا تتوقف..باحثٌ عن ملاذٍ بعيدٍ يتلاشى..سرابٌ كاذبٌ يُجرجرُني..صارخٌ بكل ما أُوتيتُ من قوة وسط كلماتي وأحداثي..مَن يملك مِفتاح الحقيقة فليتقدَّم..قد أوشك عقلي على الهذيان..صارخ أنا: أيها الناس..مُسخت الحقائق..طُمس التاريخ..تاريخ يكتبه المنتصرون..يرويه الكذابون الأفاكون..بين هذه السطور قصةٌ لها عِبرةٌ..سيأتي قومٌ بعد زمانٍ ليس ببعيد..سيبحثون عن ذكرانا سُدًى..أكنا على الحقِّ أم الباطل؟ أكان هناك قومٌ مسلمون؟ وكهلٌ يحكي عنا ..سمعت جدي يقول: لا اله الا الله ..أفلا تفقهون؟ سيصموننا بالأشرار القتلة ..ستشبهنا كتبهم بالمستذئبين..ومن قضوا علينا بحملة لواء الحق..سيبتعدون ..
حتى قبورنا سيهجرون ..أيها الناس ..لن يبقى منا سوى بعض الجثث المُتحللة تحت الثرى..أشلاء مُتعفِّنة..وسيرةٌ نتنة ..ياليتكم تفهمون..أسئلة تُحيِّرُني.
إلى متى سنظلُّ صامتين؟
كيف لقديسٍ أن يحيى بدُنيا العُهر مذهبها؟
أحقًّا سيعود المسيح؟
أفيقوا ..سنُهزمُ.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب