رواية النجم 111 – لوتز سايلير
تحمل رواية «النجم 111» سمات سيرة ذاتية، لكنها ليست رواية ذاتية بالمعنى الدقيق للكلمة. تستيقظ الشخصية الرئيسة في الرواية «كارل» في ليلة من عام 1989 وهي مصابة بقشعريرة من أثر البرد. يسحب كارل نفسه من السيارة التي كان يرقد فيها للخارج، إلى حانة، ولا يكاد يصل إليها حتى ينهار هناك، وعندما يستيقظ، يجد نفسه مستلقياً على مقعد، وكوب من حليب الماعز في يده، لتبدأ منذ تلك اللحظة مرحلة جديدة في حياته، حيث يُقبَلُ في مجتمع يعيش بين الواقع والبوهيمية.
يتأرجح كارل بين هواجس الأسطورة والواقع في ظل شعور غريب يرافقه على الدوام. يمتد زمن الرواية لمدة 16 شهراً تقريباً، وتدور أحداثها الرئيسة في نطاق محدود للغاية. وهنا يكشف سايلير عن مهاراته الأدبية في وصف الكتل المتداعية للمنازل التي استحوذت عليها المجموعة الأناركية من رعاة الماعز. لغته حيّة بقدر ما هي حسيّة، أنيقة بقدر ما هي خالية من الكليشيهات.
يبين سايلير واقع الحالـة المزاجيَّـة التي يستحضرها في روايتـه، وهذا يرجع في المقـام الأول إلى الفجوة بين الأحداث المسرودة ومستوى معرفتنا في الزمن الحاضر. «النجم 111» تروح بنا في ممر زمنيٍّ ضيق مزدحم برؤى أشكال بديلة للحياة. نعرف اليوم مدى سرعة استيعاب الرأسمالية لهذه الرؤى. إن ما يميز هذه الرواية أنها تعج بالحيوية وتسمو بالمكانة الأدبية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب