رواية الهنغارى – رشدي رضوان
هي نفسها لوريت؟ نعم لوريت٬ وأكاد أجزم أنها تعرف مكان وجود ماتيوش٬ لكنها تخفي أمره عني٬ إنها مسألة وقت فقط لأجعلها تبوح بما تضمر. لقد لمست في عيونها حزنا خرافيا وهي تقرأ رسائل الرابسوديا.
مع فجر اليوم الثالث من وجود بنزل لوريت٬ رحرجني الأرق خارج سرير الغرفة وأوصلني إلي بهو النزل. كانت لوريت هناك٬ تحت ضوء أباجورة خافت علي أريكة الصالة٬ منكفئة علي الأوراق التي طلبتها مني بالأمس٬ كقديسة تحضن كتابها في خشوع كبير٬ سمعتها تقرأ بصوت متقطع.. شفتي طين يابس وحلقي تراب يعزف لي وحدي من آخر الرابسوديا.
عرفت أنها لم تفارق جلستها منذ ليل أمس٬ وأنها علي قيد رابسوديات ماتيوش٬ فلم أشأ قطعها وشرعت في الانسحاب إلي غرفتي٬ لكنها انتبهت إلي وجودي٬ فبادرتها بالتحية: أعتذر سيدة لوريت٬ الوقت متقدم. سحبت لوريت نفسا عميقا أعادها إلي اليقظة وحدق في وجهي بما يشبه الامتعاض٬ ثم ألقت بأوراقها علي الأريكة العتيقة٬ سحبت شالها الحريري الأسود المطرز بخيوط حمراء عند كتفيها وطوقت به صدرها بيدين متقاطعتين.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب