رواية الوائدة – محمد الباذر
بعذر إنها جريمةٌ عائلية، وبسبب الخصوصيات الحساسة التي لا تصلح لعرضها على الرأي العام، حدثت الكثير من الجرائم التي هزَّت المجتمع الخليجي، وفتَّت أواصر المحبة والثقة والفطرة السليمة، أعدمت النقاء القديم المشاع بين الناس،بعد كل ماعملته من هدمٍ لم يسعَ أحدٌ للبنيان، وخفتت دون بيان ما يفيد المجتمع من أسباب الجريمة وأبعادها، وبسبب تداخل الأسماء وحفظًا لسمعة العوائل الراقية والبيوت المحافظة التي ادَّعت أنَّ الجرائم لاتحدث في بيوتها سُكت عن كل شيء.
مما زاد من انتشار العنف في البيوت، ولم تستطع الحكومات أمام هذا السيل الدموي الذي يموج بأبناء المجتمع دون التمييز بين غنيهم أو فقيرهم، عالمِهم أو المتدني في مستواه الدراسي، إلا أن تسنَّ المزيد من القوانين دون توعيةٍ حقيقية ومعالجةٍ لمرض العنف الذي ضرب في الشوارع والمؤسسات والمدارس وصولًا إلى البيوت، وليس بيت (عبدالرحمن) زوج (غموس)- أو طليقها فيما بعد- إلا مثالًا نطرحه للعبرة؛ كي لا يتكرر، درسنا أبعاد الجريمة من كل جانب لكي يراجع المرء نفسه لعله في يومٍ يشعل خيطًا يودي به إلى مالاتحمد عقباه من جريمةٍ يرتكبها أخرق أو قاسي القلب، لابشري يعيش بين البشر، فكل الأبرياء مروا بجانب المجرمين، تزوجوا منهم أو عملوا معهم،أو زاملوهم أيام الدراسة أو جاوروهم في البيوت، أو أكلوا إلى جانبهم في طاولةٍ جميلة في مطعمٍ ما، أو مرُّوا بجانبهم في إحدى الطرقات، كل مجرم هو عود متدلٍ سريع الاشتعال يؤدي لتفجر قنبلةٍ تدمر ماحولها، فلا تكن أنت هذه الشرارة التي تشعله فيضرك ويجعلك تخسر؛ فإن خسارته ليست كخسارتك.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب