رواية انتروبوفاجيا – هيثم موسي
أَنْتَ عَلَى أَعْتَابِ أسْوَأْ فَتْرَة في تَارِيخْ البِلاد، الحُقْبَة المُظْلِمَة التي كانت تُقاد بِدَافِعٍ واحِدٍ لا ثانٍ له.. وهو الجُوُع، فَأكَل المَصْرِيُون بَعْضَهُم البَعْض، لِتُلْعَن الأَرْضَ ومَنْ فِيها، ويَعِثُ الفَسَادُ طيلة سَبْع سَنَواتٍ بِهَا.
لِتُخْطَف الأَطْفَال مِن عُقْرِ ديارِهَا..
وتُزْهَق الأَرْوَاح لِتَذْهَب لِبَارِئْها دُوُن أَيْ ذَنْبٍ لها..
فَيُؤْكَل السَّائِر عَلَى الأَرْضِ والمَدْفُون فِي جَوْفِهَا.
سنواتٌ طِوال مِن الرُعْبِ والأَهْوَالِ قد مَرَّت على البِلاد، لم يَعِشُ غَالِبِيَّة أَصْحَاب تِلك الحِكَايَات ليَرْوُوها..
لَرُبَمَا يَكُون قَدْ وَصَلَ إلى مَسَامِعِ البَعْضِ مِنْكُم القَلِيِل عَن تِلك الشِّدَّة، ولَرُبَمَا يَكُون البَعْضُ الآخَر عَلَى عِلْمٍ بِالكَثِيرِ عَنْهَا، ولَكِنَّكَم حَتْمًا لا تَعْلَمُون شَيْئًا عَمَا سَوف أَقُصُه عَلَيْكُم الآن.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب