رواية انعتاق – ستيفن كينغ
«انعتاق» هي الترجمة العربية لرواية الكاتب الأميركي الأكثر شهرة ستيفن كينغ والمعنونة بـ «Elevation»، نقلها إلى العربية أوليغ عوكي. صادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون 2019.
في روايته الجديدة «انعتاق» تبرز قدرة الكاتب الأميركي ستيفن كينغ على المزاوجة بين العمق التمثيلي في استبطان عوالم المرض، وبلاغته التصويرية في التقاط تفاصيل الألم الحسي والمجرد، وذلك عندما يضعنا الروائي أمام حالة غريبة تتمثل في خسارة بطله الغامضة للوزن. “سكوت كاري” الذي يعيش في بلدة كاستل روك في ولاية ماين والذي تركته زوجته وحيداً لم يجد بداً من إفشاء سرّه لصديقه الدكتور المتقاعد “بوب أليس”، وبينما يحاول محاربة المرض مع صديقه الموثوق به يزاد انخفاض الوزن المفاجئ عنده يومياً فيخسر كل يوم كيلو غرام من وزنه، حتى بات “سكوت كاري” بانتظار ساعة الصفر وذلك عندما فشلت كل التحليلات في تفسير منشأ المرض.. هل أُصيب بإشعاعات شيء ما؟ أو تنشَّق مبيد حشرات سيء النوعية؟ أو ربما تكون جرثومةٌ غريبةٌ دخلت جرحاً، أو فيروساً نادراً تنشقه؟
ومع شعور “سكوت كاري” المتزايد بأنه أصبح على حافة الحياة، وافتقاد الجدوى من العلاج ما يزال يصر على إخفاء مرضه إلا من بعض أصدقائه المقربين ومنهم ميرا زوجة الدكتور أليس والسيدتين المتزوجتين دِيردريه وميِسي اللتين تديران مطعم في وسط المدينة في شارع كارباين، هؤلاء هم الذين عاشوا مرضه سيشهدون نهايته أو انعتاقه من عالم المادة إلى عالم الروح ..عندما غادر جسده الأرض باتجاه السماء.. ساد الظلام، في مكان ما فوقهم، تابَع سْكوت كاري انعتاقه، تابع تحرّره من القبضة المميتة لكوكب الأرض مُديراً وجهه نحو النجوم.
فهل أراد الروائي ستيفن كينغ في روايته هذه تمثّل وعي الذات بعزلتها المتناهية وانعتاقها طوعاً خارج حدود الجسد، أم أنه يصوب خطابه بطريقة علمية نحو روّاد الفضاء الذين ما يزالون يختبرون انعدام الوزن في دورانهم حول كوكب القمر إذ أنهم لا يتعرضون للجاذبية، وذلك عندما أورد قول العالِم “فوكنر”: “الجاذبية هي المرساة التي تشدنا إلى قبورنا”؟
وأيّاً يكن القصد فقد شيد الروائي ستيفن كينغ في “انعتاق” متخيلاً نقيضاً في القص لا يشبه غيره من أعمال روائية. لذلك لا يُمكن النظر إلى هذا العمل إلا بما هو قيمة نوعية جديدة تضاف إلى مسيرته الروائية الناجحة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب