رواية باودولينو – أمبرتو إيكو
اثر لقاء قد يوصف بانه مأثرة من مزاج ايكو الكتابي، يحظى باودولينو بعطف الامبراطور فردريك بربروس، بعد ان يثير فضوله، ويجعله ابنا له بالتبني.
فنان خبيث وحاذق وكذاب اشر، عاشق لغات عشق الحرباء الالوان، يتنقل باودولينو بين بلدان واصقاع. اولا، باريس حيث يحصل العلم من دروس الاساتذة ومن ليالي القصف والمجون، ثم ايطاليا والمانيا حيث يتنقل بصحبة فردريك، بعد ان صار حافظ سره ومستشاره الاريب. غير انه لا يكف عن الحلم، وعن التخريف، حتى يصنع ما يتخيله التاريخ. وعلى هذا النحو يزيف الرسالة الاسطورية للراهب جان الذي لطالما قيل ان مملكته تقع في شرق ناء ويستحيل بلوغها، حيث يسود السحر والمخلوقات العجيبة.
يقنع باودولينو الامبراطور بالاشتراك في الحملة الصليبية الثالثة التي لن تكون سوى ذريعة لبلوغ مملكة الراهب جان ومنحه، امارة ولاء، اثمن الذخائر المسيحية قاطبة. وعندئذ تتحول حكاية باودولينو الى سلسلة من الروايات المشوقة.انها رحلة طويلة تتراوح بين الضحك والانفعال في غمرة الغمز الفلسفي او التاريخي بين جموح الخيال والفكاهة.
في هذه الرحلة الى اقاصي الشرق، الى اقاصي الانوار، يستعيد امبرتو ايكو كل مفاتيح الرواية الساحرة: قصة حب مع الاكثر غرابة من بنات حواء، مغامرات شطارية وسط المجازر وساحات القتال، اشبه بجدارية تاريخية تنعكس من خلالها كل النزاعات السياسية والحربية لعالم اليوم، ورواية بوليسية تدور حول جريمة ربما كانت هي الجريمة الكاملة، وسجل من الثارات ومآثر الابتكار الالسني الضاحك.
بعد عشرين عاما على صدور روايته الاولى “اسم الوردة” (1980)، التي استغرقت في استلهام جذور اللاهوت الغربي والفلسفة الدينية، ربما جاءت روايته الرابعة “باودولينو” لتشكل الصيغة العلمانية من تك العودة البارعة الى جذور المعرفة البشرية، ولكن هنا، في صيغة اللعب.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب