رواية بتوش الحلوة – عزيز نيسن
تبدأ الرواية مع محمود ذلك الشاب الذي يبحث عن عمته . تلك العمة التي عاشت عند عائلة بالتبني منذ صغرها حتى كبرت وغادرت المكان الذي نشأت فيه لتتنقل في مراحل مختلفة من حياتها ما بين الخير والشر ، والسعادة والحزن ، والدعارة والشرف ، إلى أن جاء خبر وفاة عمها الذي أوصى لها بثروته وهو الأمر الذي استدعى محمود ابن أخيها للبحث عنها .
دارت الأحداث بشكل مثير وغير مسبوق ، ليرسم الكاتب شكلًا من أشكال السخرية المؤلمة في تفاصيل الرواية . لقد كانت الرواية برغم الضحك الذي صنعه الكاتب باحتراف على هوامش الأحداث أكثر جلبةً للحزن والألم في معرضها ، وهنا برزت عبقريته في الجمع بين المتضادات على غرار أحداث الرواية التي حوت الكثير من المتناقضات والأضداد .
استعرض نيسن في رحلة بتوش الحلوة شكل الحياة الاجتماعية التي تعيشها الطبقة المخملية ، ونال منهم كثيرًا بسخريته ، وتوغل أكثر في التعريض بثقافة تلك الطبقة من المجتمع . انتهت الرواية بشكل غير متوقع وهو امتداد لإثارة يجيد صنعها الكاتب باحتراف وهي الأكثر إيلامًا من بين بقية نصوص الرواية .
الرواية تستحق القراءة وهي من أجمل ما كتب عزيز نيسين برغم جمال الكتب التي قرأتها له كلها ، لكن بتوش الحلوة رواية فاخرة صاغها بأسلوبٍ فاخر وأبدع بكر صدقي في ترجمتها أيما إبداع .
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا