رواية برارى الحمى – إبراهيم نصر الله
تتحدث عن فترة زمنية عاشها الكاتب في السعودية عند تعيينه معلما في منطقة “القنفذة” أدار الكاتب الرواية بحرفية فنان تشكيلي وأذاب مفاهيمها بقدرة شاعر وصاغها بإبداع كاتب روائي قاصٍ بمهارة
تعد هذه الرواية واحدة من ابرز الروايات ذات الصبغة الحداثية التي صدرت في الثمانينات و هي تتميز بمذاق جيد أصيل خاص بها و ذلك بفعل تخليها عن عنصر الزمن و تسلسل الأحداث و قيام علاقة تلاحم فيها بين الشكل و المضمون و اعتماد تواز زمني للأحداث و الأحلام و الذكريات و الموضوعات المركزية فيها هيا : إخضاع الحياة الإنسانية لحقائق المكان المؤلمة و القبضة الأسرة لتقاليد موروثة منذ قرون و طبيعة الآلية العمياء التي تقوم عليها الدولة .
و الشخصية الرئيسية فيها : معلم شاب ذهب ليدرس في منطقة نائية منعزلة من الجزيرة العربية مثله في ذلك مثل مئات المعلمين الذين ينقلون من جميع أقطار الوطن العربي لتلك الغاية فهو يستعيد تجربة ممضة بالغة الإيلام من الاغتراب و الوحدة و هو مبتلى بالهلوسات و المخاوف و ضروب الهلع و الكوابيس و الحرمان المطلق في مواجهة المتطلبات الأساسية للعودة إلى حالة سوية فحياته في واقع الأمر عذاب محض و كثير ما نجد في الرواية خلطا تاما بين الواقع و الحلم بين الحقيقة و الخيال و وحدة غريبة بين عالمي الإنسان و الحيوان و هناك أيضا غياب غريب للمرأة التي تتحول إلى حلم بعيد المنال و تغدو مصدرا للعذاب و الأوهام و شبحا لا حدود له تحيط به المحرمات و الأخطار
و تبلغ قوة المكان و هو الصحراء هنا حدا تجعله يحل محل الزمان الذي يجري في كل اتجاه و يلف دون انتظام الماضي و المستقبل و ينكفئ عائدا إلى الماضي مؤكدا السيطرة الكلية للمكان .
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب