رواية بلا جناح – لمياء الكوهجي
تتخذ الرواية العائلية تنويعاً جديداً في «بلا جناح»” حيث تتم المحافظة على مرتكزات البؤرة النصيّة والغوص في الداخل المضطرب الجيَّاشِ للشخصيّة الروائية، وتساق الفكرة عبر نظرة جديدة تتعلق بربط الرواية بمقاربات (نفسية – اجتماعية)، تتعاضد لتظهرها على أنها في نهاية المطاف قصة فرد. وهذا الفرد هو “أحمد” الذي جعلت منه الروائية “لمياء الكوهجي” عاملاً بنائياً، لا ينفصل عن المكونات الأخرى للوجود الفعلي للشخصيات الأخرى، الشاغلة لمساحة النص، والتي تعكس أحوالها صدغاً اجتماعياً في مستوى الواقع المعيش، وقد تمت مقاربتها في النص من خلال السياق الوجودي الحاضن للتجربة الحياتية المتمثلة بمواقف البطل “أحمد”، الموزعة بين هموم فردية؛ هي الجامعة، العمل، الحُب، وبين مواقف عائلية عليه اختبارها أو اجتيازها، وتتمثل في الالتحام بالأسرة حتى النهاية؛ وبذلك أتاحت الروائية الفرصة لانسجام كبير بين مكونات النص السردي، وعبّرت عن مواقف كلية، يجد الإنسان نفسه مضطراً لاتخاذها، أمام المشاكل الأساسية، التي تطرحها الحياة وصلات الأفراد فيما بينهم، ومع محيطهم.
– «بلا جناح» رواية تناقش إشكالية العلاقة بين الإرادة والقدر أو بين الظروف والإنسان التي يبدو الفكاك منها في كثير من الأوقات أقرب إلى المستحيل، فأحمد شاب عشريني تيتّم في سنّ مبكرة، يترك الجامعة محاولاً أن يجد النجاح في سوق العمل ليعيل أسرته المكونة من والدته وأختين وأخ واحد، يعيش في صراع مع أخيه يعقوب الواقع في فخ المخدرات وما يترتب على ذلك من مشاكل قانونية وأسرية، يحاول مساندة أختَيه بدرية وفرح اللتين أخذ مسار حياة كلّ واحدة منهما منحى مختلفاً، يظلّ أحمد يقلّب ذكرياته القديمة ويعيد تقييم مواقفه. كما يصارع حيرته في قصة حُب خجلى مع زميلته الجامعية سارة، كان قد تركها قصة غير مكتملة، ويتمنى لو أن وضُعه المادّي يتحسن ليُكملها ويكلّلها بالزواج. تمرّ الأسرة في ظروف صعبة متتالية، وبينما يعاني أحمد ليحمي عائلته، يبدأ في فهم الحياة والعلاقات بشكل مختلف، ويخرج من تجاربه بنُضجٍ صنعتهُ الأيام، ولكن في الوقت نفسه بجروحٍ لا يُداويها الزمن.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب