رواية بني أصفر – باولو سكوت
تبدو هذه الرواية بتفاصيلها الكثيرة رحلة ممتعة في شوارع وأحياء مدينة بورتو أليغري، وهي استكشاف ومسح للتصنيفات العرقية والأطياف اللونية في ذلك المجتمع المتنوّع والمتشعّب.
تنتمي هذه الرواية لأدب ما بعد الحداثة، بمفرداتها البسيطة ولغتها السريعة البعيدة عن اللغة الكلاسيكية الروائية، حتى ليشعر القارئ أنه أمام مشهد سينمائي، بدلالات بصرية واضحة، تفرض إيقاعًا ومواكبة سريعة لأحداث الرواية وتقاطعات الحوارات، وتجاذبات الشخصيات وصراعاتها، وكأنّ الكاتب اعتمد تقنية الديكوباج في تقطيع أحداث الرواية إلى مشاهد مرئية، ليُجبرنا أن نُنقّل نظرنا بينها لئلا نضيع من يدير الحديث.
حوارات وقضايا ثقافية وسياسية واجتماعية وعنصرية وعرقية في رواية واحدة، عنف، واحتجاجات، واعتقال، وحب، وصراعات داخلية، وسخرية، وارتباطات عائلية، ونزاهة ومبادئ ثابتة، نقرأها دون ملل في رواية واحدة، فالكاتب لا يترك لنا مجالا لالتقاط أنفاسنا إلاّ أنه بتكثيفه وطرحه العميق وغير المألوف قد يجعلنا نتساءل طيلة الرواية عن الحادثة التي تقلب حياة فيديريكو رأسًا على عقب والخوف الذي يلازمه طيلة السنوات التي يقضيها في برازيليا، إلى أن يعود إلى بورتو أليغري ويواجه الحقيقة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب