رواية بيت السناري – عمار علي حسن
أنا عبد ، جلبني تجار الرقيق عنوة ، و باعوني في سوق الجلابة بثمن بخس ، لأني كنت نحيلا و صفرتي تغلب سمرتي ، لدرجة أن من اشتراني ظن أني مريض بالطاعون ، فأعادني إلى التاجر ، و استرد ما دفعه ، فأبقاني الأخير ثلاثة أشهر ، أجبرني فيها على أن آكل فوق طاقتي . كان يحشر الطعام في فمي بأصابع يديه العشرة ، فإن تأففت يقرصني بمقراض من حديد في فخذي ، فألتهم ما يقدمه لي لأقتل بألمي بألم آخر . و لما سمنت باعني بضعف ثمني الأول ، لكن سيدي رأى مني أشياء عجيبة ، فأطلق سراحي.
تلتقط هذه الرواية حكاية غريبة منسية من تاريخ مصر ، لم تأت الكتب و الحوليات على ذكرها إلا عبر سطور قليلة ، فنفخ فيها الكاتب من خياله ، و حصيلة إطلاعه ، و فهمه لتأثير الماضى في الحاضر ، ليُبدع من كل هذا سردا يعانق التاريخ فيه الفن ، و يتضافر الجمال مع المعرفة.
إنها ليست فقط رواية عن عُمران بيت رائع ، ولا عن رجل عجيب ، أحب الحياة و السكينة و جارية فاتنة ، فعاش مطاردا ، و مات غريبا ، دون أن يتبدد سحره ، و ينجلى غموضه ، بل هى أيضا حكاية مجتمع يقاوم الضياع.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب