رواية بيروت 1982 – غسان شبارو
لم يكن رد المقاومة هذا اليوم بمستواه العادي، ربما بسبب انخفاض مخزون الذخائر أو بسبب تغلغل اليأس إلى نفوس المقاتلين. لذلك كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تطير على ارتفاعات منخفضة جداً، إلى درجة أنه كان يمكن مشاهدة رأس الطيار من قمرته وكذلك النجمة السداسية عليها مما جعل الطيارين يتجرّأون على استخدام رشاشاتهم الثقيلة من عيار 800 ملم في إرهاب السكان المدنيين في سياراتهم في منطقة الروشة.
في ملجأ بناية وهبة تكتّلت الأجسام على بعضها البعض، وفاحت رائحة الأجساد التي لم تعرف طعم الماء منذ مدة طويلة، وارتفع بكاء الأطفال ممزوجاً بصوت انفجار القذائف المثير للأعصاب. رغم ذلك استكان اللاجئون للواقع وسلّموا أمرهم لله، بعد أن أصبحوا لاجئين في وطنهم.
ولكن مع اشتداد القصف وارتفاع وتيرته واستمرار الطائرات الحربية في قصة الموت فوق ضحاياها، بدأت عيونهم تتفتح وألسنتهم تنطلق تعبيراً عن غضبهم ويأسهم من الأوضاع التي وصلوا إليها”.
في ذكرى مرور 25 عاماً على اجتياح الجيش الإسرائيلي لبنان في العام 1982، ومحاصرة عاصمته بيروت وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية منها ثم اجتياحها، صدرت في بيروت عن الدار العربية للعلوم ناشرون، رواية يقول كاتبها غسان شبارو بأنها شبه حقيقية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب