رواية تاسوع الخليل الأخير – محمد الطيب
الرواية الحائزة على المركز الخامس لجاىزة توفيق بكار ٢٠٣٢ في دورتها الرابعة.
رواية تشكلت في عوالم غريبة يقتات فيها البشر علي الحنين والشوق، وجد أبطال الرواية أنفسهم في أرض غير الأرض، وسماء التاسوع التي لا ترحم بدائرتيها المضيئة والمظلمة، في انتظار المصير المجهول. اختبروا قوانين التاسوع، ولكن القانون الاول هو ألا تثق في القوانين التي لا تلبث أن تتبدل للنقيض. بين الحب والألم يضع الكاتب شخصيات الرواية في مواجهة صارمة مع الماضي واختيارات النفس، أن كنا نفضل الماضي فكيف سيكون الحال لو عاد الينا محملا بكل ما ندمنا علي اقترافه لنعيشه مرات ومرات بكل الأسي والرعب والندم ولحظات الحب التي يعقبها الفراق الموحش.
تتبدل العوالم وتتمرد الأنفس الجامحة ويتغير ما كان يظنه قاطني التاسوع ثابتا لينذر بصراعات ليست على مستوي البشر فقط، حتي طيور التاسوع وثعالبة التي كانت خجولة بالأمس ينقلب حالها فلا تعود خجولة، وتنذر بالخطر الذي يطال كل شيء، تاسوع الخليل الأخير رواية مليئة بالإسقاطات الرمزية تضعك في مواجهة مع ذاتك، ليست الذات التي اختبرتها وعرفتها جيدا، بل تلك الكامنة وراء الاستار التي يتنازع فيها الخير والشر، الأنا والآخر، تتهاوي فيها المبادئ أمام الحاجه، وتتبدل المواقف تحت ضغط الغرائز، فكيف بنا إن عشنا في عالم بلا غرائز، بلا جوع أو عطش، كيف يمكن أن تمضي حياتك بلا نوم، والنوم هو ملاذ الإنسان ومهربه من رهق الحياة وسطوتها، ثم يتبدل ذلك العالم الذي ركنوا إليه رغم غرابته، وانقادوا لقوانينه رغم شدة سطوتها عليهم، منقادين انقياد المستسلم، فلا قدرة لهم ولا طاقة على التغيير. ولا يملك من يبحث بين أضابير ذاكرته عن سحر اللحظة متمنيا أن تدوم اللحظة الي الابد، ولكن ما أن تدوم حتي تصبح مصدر عذاب أبدي لا تبرأ ندوبه.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب