رواية تراب – حسين المطوع
ماذا لو لم تعد المدينة بدورها واسواقها مركز الحياة؟ وماذا لو انحصرت حياة مجموعة بشرية برمتها بين أسوار المقبرة؟ هل يمكن أن يقدر لها إبداع نمط مغاير للحياة؟ هذه هي رواية تراب، قلب لنظام الكون وثورة على سننه. عندما تعجز مجموعة بشرية عن الانتماء إلى هذه الحضارة، لا يبقى لها إلا أن تبني سوراً تنعزل به عن الوجود. ولكنها إذ تسعى إلى إنشاء وجودها المخصوص، لا تلبث أن تفيق على حقيقة مفادها أن ذلك البناء لا يعدو أن يكون قبراً جماعياً مترامي الأطراف.
يزعزع هذا الكتاب، بما يطرحه من أسئلة وجوديةعميقة، ركناً مطمئنا في عمق الذات الإنسانية أنشأه فكر الحداثة، وخلاصته أن الإنسان مسيطر على هذا الكون تمام السيطرة. لا، لم يكن الإنسان يوماً كذلك! وأقصى ما بلغه من إمكان ، هو سيطرته على صناعة الوهم. ولعل أكبر وهم هو تأجيل التفكير في الموت إلى حلول لحظة الموت.
رواية تراب نص يضمر أكثر مما يظهر، فدعه يعتمل في ذاتك، ولا تبحث عن منطق للأحداث ، فلا أحد من النائمين أخبرنا عما يحدث تحت التراب، ولا أحد من الصاحين خلده التراب.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب