رواية تفريغ الكائن – خليل النعيمي
في هذه الرواية ذات البعد التأملي والفكري في حياة الفرد وفي مجمل تناقضاتها بين واقع الإنسان ككائن طبيعي وبين واقعه ككائن اجتماعي، يتفلت الكاتب من كل الأصول التقليدية للكتابة، ليتخذ أسلوباً خاصاً به، شكّله من العفوية والارتجال ومن صدق الرؤية الشجاعة التي تطال عمق الذات، لتواجه تشوهها، وتكشف حقيقتها وحقيقة التأثيرات الخارجة عنها من كبت وقمع ورضوخ لمستلزمات الوضع الاجتماعي العام، تلك التي حفرت فيها وحوّلت معالمها شيئاً فشيئاً، فأضاعت المرء عن نفسه، وعن رغبته وعن قناعاته الأصلية، “أريد أن أحكي. أريد أن أبكي. أن أبحث عن نفسي بين الأنقاض”، وينشغل بالسؤال:” لماذا يفقد الإنسان شيئاً فشيئاً صفاته ويتحول إلى إنسان شبيه؟”
بين باريس وداخل دخانها المتراكم باستمرار، حيث اسرى الكاتب لنفسه في وحدته: “ذلك المساء قررت (وقرارتي صارمة ملزمة لي) ألا أفرّط في شيء أحبه، بعد اليوم”، وبين ذكريات دمشق القابعة رغم قساوتها في تكاوين ذاكرته، يمضي الكاتب متنقلاً بين التداعيات والأفكار والاستنتاجات، بحسه الشفاف، وبلغة معبّرة عن مكامن الروح حيث لا يمكنها تلبّس الإفتعال. فلا مقاييس الغرب مطابقة له وتعنيه، ولا حنينه إلى أصوله الشرقية بات يكفيه”، يصبح كائناً مفرغاً نتيجة اصطدام واقع المفاهيم بالحلم بها، فيعترف: “لم أكن أدرك أن الكائن المفرّغ لا يعرف (ولا يستطيع) أن يحب، لأنه لا يحسن إلا الانسلاب. وأن عملية تفريغ الكائن لا تستقيم إلا بتفريغه من طاقة الحب العظيمة(والتي هي وحدها أساس تمرده)”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب