رواية جزيرة اليوم السابق – أمبرتو إيكو
من منَّا لم يحلم بجزيرة نائية، واقعة في أطراف الدنيا، نائمة بين زرقة السماء ولازورد البحر؟ أين منّي جزيرة نائية لم تطأها قدم رجل؟ كما يقول أحد أبطال نجيب محفوظ.كل منّا يبحث عن جزيرته، وكل منّا يريدها ويتصورها حسب الآمال التي يجري وراءها، دون الفوز بها، فمثلنا مثل” الفارس المالطي” في هذه الرواية، الذي يبحث عن جزيرة ” إسكونديدا” وكلما بدا له أنه عثر عليها، بقي شيء في دخيلته يتنازعه ويجعله يقطع بأن تلك الجزيرة ليست” إسكونديدا” التي يبحث عنها، أو أولئك الذين يبحثون عن جزيرة سليمان للظفر بالكنز العظيم الذي يقال إن سيدنا سليمان جمعّه فيها، فيقضون حياتهم وراء هذا الأمل ويموتون من أجله. وجميعنا يقضي كامل العمر في البحث عن جزيرته دون بلوغها، وكثيرون تقف مراكبهم أمام الجزيرة المأمولة، دون القدرة على النزول إليها، فتمر بهم الآيام بين الحسرة على الأمس وحيرة اليوم والرجاء في الغد.إن هذا الكتاب رحلة ينبغي أن يستعد لها القارىء وتلك الصفحات المشبعة بالتعاليق والهواجس والأفكار هي مثل الحركات التسخينية التي تهيء اللاعب لمباراة صعبة. هي فعلاً رحلات شاقة ولكنها جعلت من روايات إيكو غلة غريبة ونادرة لا يلتذ بها إلاّ المغرمون بالألوان المجهولة من الطعام.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب