رواية جسر الذكريات – أنا إنكوست
هي حكاية أم تريد الاحتفاظ بذكرى ابنتها حية بعد أن ماتت ميتة مأساوية. فتتخذ موقفاً ضد زمن لا ينفك يمضي حتى تكاد تيأس، حتى إذا انكبت على دراسة تنويعات غولدبيرغ لباخ على البيانو، أدركت أن الموسيقى قد تكون الجسر الذي يربطها بابنتها.
إذ قلما التقت الحياة بالموسيقى في كتاب على هذا النحو من الكثافة والوضوح، وقلّما لامس كتاب هذه الأعماق من قبل… ما من شيء أكثر إيلاماً من فقدان شخص حبيب. وما من شيء أفظع من الاضمحلال التدريجي لذكراه. بعد الموت المأساوي لابنتها، ترفض الأم القبول بأن يسرق منها الوقت المنقضي ذكرى ابنتها أو يشوهها، أو أن تطوي صفحة الماضي وتتطلع إلى المستقبل. كلا، فهي تريد الماضي، وتريد أن ترى ابنتها الحبيبة بكل تفاصيلها، حية، طفلة، صبية، وشابة.
وسرعان ما تحولت الذكريات إلى صور مكررة باهتة لا يمكن أن تثير اهتمام أحد. لم تكن تستطيع إخبار أحد شيئاً عن ابنتها؛ فهي لم تكن تعرفها. فقالت لنفسها غاضبة: “إذاً، فلتكتبي عن ذلك”.
ثم تعود من جديد، ولأول مرة منذ كانت في المعهد الموسيقي، إلى تنويعات غولدبيرغ لباخ، فتشتري الكراسات الموسيقية، وتدون ملاحظات تحدد مواضع الأصابع أثناء العزف، وتنكب على دراسة حياة باخ. تعزف تنويعات غولدبيرغ، وهي ثلاثون تنويعة ولحن مقدمة ولحن خاتمة، فتحدث الأعجوبة: التناغم، وتعدد الأصوات، والصيغ الموسيقية، والنغمات المتنوعة التي تزخر بها موسيقى باخ، توقظ مشاهد من حياتها مع ابنتها وترافقها، منذ الولادة وحتى حفل التخرج، مروراً بإجازة العائلة مع الزوج والابن، إضافة إلى إطلالات أشد قرباً على الماضي.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب