رواية جون بارليكورن – جاك لندن
تابعت الكلام. كما قلت، كنت منتشيا. كل فكرة كانت في مقرها في ذهني كل فكرة، في حجيرتها الصغيرة، جاثمة لابسة وجاهزة عند الباب، مثل سجناء يستعدون للهرب من السجن في منتصف الليل. وكل فكرة كانت رؤية، مجسدة ومشرقة، واضحة المعالم، وجلية، فقد أُنير ذهني بضوء صاف أبيض من الكحول. كان جون بارليكورن في هياج لقول الحقيقة وللكشف عن أدق وأهم أسرار نفسه وكنت الناطق بلسانه. تحركت هناك أعداد هائلة من ذكريات حياتي السابقة التي رُتبت كلها مثل جنود في استعراض عسكري واسع. توفر لي أن اختار وأنتقي.
كنت مولى الفكرة وسيد المفردات والمجموع الكلي لتجربتي وكنت قادرا على نحو أكيد على انتقاء معلوماتي وبناء شرحي وعرضي. لهذا السبب جون بارليكورن يخدع ويغوي ويطلق اليرقات التي تقضم الذكاء ويهمس ببديهيات الحقيقة المميتة ويزج بممرات أرجوانية داخل رتابة أيام المرء.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب