رواية جوي سبيدبوت – تومي فيرينيجا
“جوي سبيدبوت” هي ثاني رواية هولندية تترجمها العربي للنشر والتوزيع بعد الرواية الشهير “العشاء” لهيرمان كوخ. ليس الرواية التقليدية عن الإعاقة. ولكن الأمر هنا مختلفٌ تمامُا، فـ”جوي سبيدبوت” لن تكون أبدًا إحدى تلك الروايات الإلهامية. فعلى الرغم من أن “فرانكي”، راوي هذه الرواية، أصابه الشلل بعد إصابته في حادثة طريق ودخولة في غيبوبة لأكثر من مائتي يوم عندما كان في الرابعة عشر من عمره، إلا أننا نرى اذا كان يستطيع أن يتغلَّب على كل الصعوبات التي تقابله أثناء تقدمه في العمر.
نحن نرى الدنيا من وجهة نظر “فرانكي”، وهو شخصية مليئة بالأخطاء، دائمًا غاضب وكاره لكل شيء، وعلى الرغم من أن بلدته “لومارك” ليست بالمكان الجذَاب، إلا أن أصقاءه الذين تجمَّعوا حول “فرانكي” الصامت جعلوا تلك البلدة مكانًا أفضل للعيش، ومن ضمن هؤلاء الأصدقاء يوجد “جوي سبيدبوت”؛ زعيمهم. “جوي” القادم الجديد إلى البلدة، الفوضوي العبقري في الهندسة، الذي يبني طائرته الخاصة.
الحياة في بداية الأمر تظل قاسية مع “فرانكي”، الذي لا يزال يعيش مع والديه، ويشعر بالإكتئاب المزمن، ولا يرى نهاية طيبة لمستقبله المعتم، وحالة اليأس هذه أحيانًا ما تتسرب إلى طريقته في رواية الأحداث. لكنه ما إن يكتشف الكحول والجنس، تبدأ الأمور بالتحسُّن بالنسبة له. يخبرنا “فرانكي” عن وجهة نظره في تلك البلدة الصغيرة، ويبدأ في وصف الحياة حوله حتى يدخل في مرحلة لعب الـ”ريست”، والبطولات المنظمة التي تمت إقامتها.
رواية “جوي سبيدبوت” من ترجمة محمد عثمان خليفة، والتي ترجمها بطريقة مختلفة مناسبة لشخصيات الرواية، حتى أنك لولا اسماء الاشخاص لأعتقدت أنها مكتوبة بالعربية. وهي رواية تقدِّم لنا رحلة إلى غير المألوف، هي كذلك مرحة، ومحفزة للتفكير، ولينة لأنها جعلت “فرانكي” يغير نظرته للحياة وأنه لا بد وأن يعيشها.
ومن الغريب أنك اثناء قراءة تلك الرواية ستفاجاء بظهور لالفنانة آثار الحكيم … مما يدل على أن الكاتب قام بإجراء بحث دقيق عن مصر وفنانيها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب