رواية حرافة – بوعلام صنصال
دار يتآكلها الزمن وينخرها على مضض. أشباح وذكريات عفا عليها الزمن تظهر وتندثر. ومدينة ضالة لا تلوي على شيء، تتهاوى بفعل الملل والتسيب والخوف من الحياة. وحيّ، منحدر فالي، الذي يبدو أنه فقد علة وجوده. وفي كل مكان من شوارع مدينة الجزائر الغاصة بالخلق يستعد الاسلاميون ومن بيدهم مقاليد الحكم لكل طارىء ولكل المهمات ولو على أرواحهم، الرجال وحدهم معنيون أما النساء فلا حق لهن في الاحساس ولا حتى في الفسحة. والشباب الغائب المغيب الى حدّ الوقاحة يحلم وهو يدير ظهره الى الحيطان بالارض الموعودة. ذلك هو العالم المغالي في كل شيء والاعتيادي جداً الذي تعيش فيه لامية أياماً رتيبة ملؤها الوحدة والجنون الهادىء. وفجأة تهل عليها شابة يافعة طائشة آتية من عالم آخر، تقول إن اسمها شريفة. وتستقر لديها وتعيث فوضاها في سائر الارجاء. ثم تجعلها، طوعاً وكرهاً، تفكر وتثور وتحب وتؤمن بالحياة التي كانت قد صرفت عنها النظر وأمعنت في كرهها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب