رواية حكايات الشمندورة (لاشين 5) – شيرين هنائي
أنا.. لاشين.
لا شك أنها الحقيقة الأهم التي يجب عليك استيعابها، إلى جانب كوني الأول، والأخير. ولتحمد الله على هذا. فالعالم لن يتحمل معرفة حقيقة ما مررت أنا به، ولا ما تسببت فيه، ولا ما أصبحت عليه.
أي لاشين آخر لا يُعوَّل عليه، سواء كان من عائلة الدجَّال الأشهر في طنطا: الشيخ لاشين، أو كان من خارجها. أي لاشينٍ آخر عليه أن يتوارى حتى تنتهي الأزمة التي تسببتُ فيها عمدًا وبلا قصد.هل يستأهل الأمر أن أحكي؟ لم أُدرك ضرورة ذلك إلا مُتأخرًا، وكأن لا زال بداخلي ما يشفق على البشر ومصيرهم لو ظلوا على جهلهم. وأحيانًا ما أرى أن الجهل نعمة، فلو أن رصاصة خرجت من مسدس لتصيبك بعد كسر من الثانية، فبماذا ستستفيد لو عرفت أنها انطلقت؟ لا وقت للفرار، ولا لصلاة أخيرة.
لكنني سأحكي.. كفعلٍ بشريٍ أخير، ولأنني وعدت سهير زاهر، سأحكي.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب