رواية حياة عنيفة – بيير باولو بازوليني
“حياةٌ عنيفة” ليست استثناءً عن روايات بازوليني الأخرى التي ينحو فيها إلى اعتماد العامّيّة الدارجة في أوساط سكّان الصفيح لتصوير عالم الجريمة والعصابات التي تغزو المركز وتستوطن الهامش. أبطاله هم الفتية المشاكسون من أبناء الضواحي والعشوائيّات، المهمّشون وسكّان القاع ممّن يقطنون الأكواخ عند تخوم روما، هناك حيث تنعدم البنية التحتيّة وتتفشّى الأمراض ويستفحل الجهل وتستيقظ الفاشيّة. يركّز آلته السرديّة على تتبُّع مسارات بطل الرواية منذ طفولته، فيصاحبه في كلّ تلك الأمكنة، لنتبيّن كيف يقضي وقته بين الحانة والشارع، وكيف يلاقي حبيبته في المروج والسينما، وكيف ينضج وعيه بين السجن والمستشفى.
يُعدّ بازوليني من أهم السينمائيين الملتزمين، ومعلّماً كبيراً في السينما الإيطالية والعالمية. توالت أفلام بازوليني التي اعتمدت على الفلكلور والجنس أيضًا، منها أفلامه الشهيرة «طيور كبيرة وصغيرة» و«حظيرة الخنازير» و«الديكاميرون» و«قصص كانتربري» الذي نال جائزة مهرجان برلين السينمائي، وتلاه فيلم «الليالي العربية» عام 1974 وفيلمه الأخير «أيام سادومي المئة والعشرون» قبل قتله عام 1975، وهو فيلم مليء بمشاهد العنف السادي، مقتبس من رواية تحمل الاسم نفسه من تأليف الماركيز دي ساد.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب