رواية حيدر بن زرع النيل – أيمن رجب طاهر
– اكتب يا “سر النهر”.
محا طلب شيخه أي أثر لانقلاب نفسه على ضيفي الشيخ، يسحب ورقة طويلة ويغمس سن قلم الغاب في المحبرة ويتهيّأ لكتابة عشرات الأوراق مما يمليه الكاتب الجليل وما لا يعرفه من أخبار تكون قد وردت له من داخل القلعة، فللشيخ أربابه الذين يطلعونه على دقائق الأمور، تنحنح “الجبرتي” وهو يقول بصوته العميق:
“فلما أصبح الجمعة سادسه ركب الجميع وطلعوا إلى القلعة وطلع المصرية بمماليكهم وأتباعهم وأجنادهم، فدخل الأمراء عند الباشا وصبحوا عليه وجلسوا معه حصة وشربوا القهوة وتضاحك معهم، ثم انجرّ الموكب على الوضع الذي رتبوه فانجر طائفة الدلاة وأميرهم المسمى أزون علي ومن خلفهم الوالي والمحتسب والأغا والوجاقلية والألداشات المصرية…..
– وبعد؟
– يكفي هذا.
رفع “سر النهر” سن القلم وظن “الجبرتي” يكتفي بما كتب ثم يعطي الورقة إلى “الإزميري” ليكمل ولكن لا بأس من أن يستمع لما يدونه رفيقه، قرّب الورقة إلى عبد القادر لكن “الجبرتي” أشار بيده.
– قلت يكفي، يحسن بي أن أتريّث قليلًا قبل كتابة ما حدث خلف باب العزب.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب