رواية حين تحكي الأرواح – ماهر الرحيلي
الأرواح لا تدمع، ولكن هذا لا يعني أنها لا تبكي، فبكاؤها من نوع مختلف، ولكي أكون أصدق حديثًا، مازلت لا أعرف الكثير عنا نحن الأرواح، رغم أن فضولكم الكبير في التعرف على عالمنا له عدة محاولات، لكن، هي من قبيل التكهنات، أو لنقل الاجتهادات، ولا فاصل في المسألة إلا “قل الروح من أمر ربي”.
أعود فأقول، نحن نحزن نعم، فنصبح أثقل على أجسادكم، وتصبحون سجونا لنا حينئذ، لا منفذ لنا لنبث شكوانا إلا أعينكم…
غريب أنني أستطيع الدخول دون خوف عليها من الرقباء، دون الحاجة للاستئذان، دون أن يكون الدخول لزاما من باب معين، دون أن أبدي سببًا للزيارة حتى!
سأخترق الجدار مباشرة، أظن أنني في شوق لملامحها وحديثها، لكن لا أستطيع التحدث إليها ويا للأسف!
الحمد لله أن الأرواح لا تفقد حاسة الشم، بل على العكس تزداد حساسية هذه النعمة العظيمة لدى الأرواح.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب