رواية خريف المحروسة – محمد كامل
رغم كل هذه الهزائم والخسائر الكبيرة المتتالية، في الأرواح، والأموال، والمؤن، والذخائر، إلا أن عزيمة محمد علي باشا لم تنثني أمام كل هذه الصعاب، كان صلبًا صلدًا، لا تهزه شدائد الأمور مهما عظمت، نادى كاتبه وأعد مكتوبًا وأرسله لكتخدا بك لاظ أوغلي في المحروسة ليوافيه بالمدد والمؤن، وفي المحروسة تلقى كتخدا بك الأمر المكتوب وشرع في التنفيذ على الفور، استولى بناءًا على أمر الوالي على أملاك الملتزمين، استولى عليها بالقوة والإجبار، لكنه حشد الناس للحرب بطريقة التطوع هذه المرة، بدأ كتخدا في استكتاب أخلاط من مغاربة، وصعايدة، وفلاحين، وكان ضيق الحال ألمَّ بكثير من الناس في معيشتهم، فذهبوا متطوعين يعرضون أنفسهم، رُتبت أمور الحملة الجديدة، وتحركت لتكون مددًا وعونًا للباشا الوالي في أرض جزيرة العرب، سبعة آلاف من الجنود ومعهم سبعة آلاف كيس من الأموال.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب