رواية خشوع – ثروت أباظة
«ويَعلمُ اللهُ أنَّ كثيرًا مِن أصحابِ الرئاسةِ الرسميةِ يَتمنَّى أنْ يَصلَ إلى هذهِ الرئاسةِ المُضمَرةِ المُتمكِّنةِ مِنَ القُلوب، ويَهونُ عندَه حينئذٍ كلُّ المَراسيمِ والقراراتِ والأوامرِ الَّتي نصَّبَتْهُ رئيسًا رسميًّا ذا تاجٍ وكرسيِّ عرشٍ وحرسٍ وخُدَّامٍ وضجيجٍ وعجيجٍ وصُراخٍ لا يَدري أحدٌ مَدى الحقِّ في شأنِها.»
يعالجُ «ثروت أباظة» في هذه الرواية قَضايا إنسانيةً أبديةً مِن خلالِ سردٍ روائيٍّ يُناسبُ عصرَه؛ فنَرى في روايتِه نوازعَ الخيرِ والشرِّ في نُفوسِ طبقاتِ المُجتمَع، ورغباتِهم في استخلافِ الذريةِ الصالحةِ التي تُصلِحُ أحوالَ البلادِ والعِباد. إنَّ ما زرَعَه «عبد الهادي النقيب» بطيبتِه وسيرتِه العَطِرةِ في مركزِ المَهديةِ بمُديريةِ الشرقيةِ قد أثمرَ «منصورًا» مُدافعًا عن الحقِّ وداعيًا إلى كلمةِ التوحيد، فكانتْ أخلاقُ الآباءِ مُتوارَثةً بتَعاقُبِ الأجيالِ كتوارُثِ مكانتِهم في قلوبِ الناس، مما جعَلَ مِن روايتِه عملًا مُجسِّدًا للمثاليةِ المُطلَقةِ وداعيًا إلى السَّعيِ نحوَها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب