رواية دحان – محمد ولد محمد سالم
الرواية تدور حول الأحداث المؤلمة من حياة الشاب عبد الرحمن أو “دحّان” والتقلبات الغريبة التي مرت به، وتلقط الرواية تلك الأحداث من لحظة لقائه بهيلين مُدرّسته الأمريكية في دورة للّغة الإنجليزية نظمتها إحدى المنظمات الدولية العاملة في موريتانيا، حيث تكتشف هيلين الذكاء الحاد لطالبها، فتوليه اهتمامًا خاصًّا، وتشجعه، وتعده بأن تحصل له على منحة دراسية في أمريكا، فيتأثر بمعاملتها، ويقع في حبها، ويبني أحلامه على أنه سيحصل على منحة إلى أمريكا وسوف يتزوج هيلين، وسينسى صدمة الظلم الذي وقع عليه من أستاذه بالجامعة الذي حرمه منحة كان يستحقها، وينسى أيام البطالة والجوع، لكنّ رحيل هيلين المفاجئ بسبب أحداث الحادي عشر من سبتمبر يصيبه بصدمة عنيفة، أفقدته وعيه لفترة. يقرر بعدها بتشجيع من والديه أن يترك نواكشوط إلى إحدى القرى الريفية الداخلية ليتلقى علوم الشرع واللغة في محظرتها (المدرسة التقليدية)، لكنه بعد فترة يكتشف أنه لا يستطيع مواصلة ذلك الطريق، ولا يمكنه أن يلغي تاريخه مع علوم الفيزياء التي نبغ فيها، ولا ينقصه عن أن يكون عالمًا سوى الحصول على منحة دراسية، فيقرر العودة فورًا إلى نواكشوط محاولا استعادة ذاته، واستعادة شيء من الطموح الذي افتقده، وفي نهاية الرواية يبرق له أمل جديد.
تتخلل أحداث الرواية إضاءات على حياة عبد الرحمن السابقة وتفوقه في الدراسة ومعاناته بسبب الفقر والظلم الذي تعرض له مرات عديدة، وتثير أسئلة حول واقع المجتمع الموريتاني، ومعاناة الشباب المتعلمين في العقود الثلاثة الماضية، وواقع الفقر الذي يعيشونه، والحالة المزرية للأحياء الهامشية، وغياب العدل وتفشي الظلم، والمفارقة في العلاقة مع الغرب.
توظف الرواية الكثير من تقنيات السرد، وتقوم على التناوب بين صوت السارد العليم وصوت المتكلم (البطل)، لكن تتخللها كل الضمائر الأخرى والحوار والحلم والتداعي الحر والاسترجاع، والوصف الذي يرتبط بالحدث وأجوائه النفسية ويقدم مشهدية تحيل على الخصوصية، وغير ذلك التقنيات الحكائية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب