رواية دموع فى عيون وقحة – صالح مرسي
ها هي الأيام الأربعة توشك على الانتهاء، تحمله السيارة إلى يافا وحيفا وتهبط به إلى القدس وهو وسط الأعداء يجول مكرماً معززاً، يقدمون له كل ما يطلب وقد استقرت الآن نفسه وذهب عنه القلق، وها هو الجهاز يصبح بين يديه غنيمة يقدمها لمصر كي تنتصر وتبقى مرفوعة الرأس… في الطريق إلى تل أبيب، إلى شارع ديزنجوف، في اليوم الرابع،… كان ذهنه قد أصبح وكأنه آلة تعمل بلا توقف… ولا يدري لم هاجمته الذكريات بعنف عما مر به طوال خمس سنوات مضت… كم عانى وكم كابد وكيف تعب وكم أحس بالخوف وانتابه القلق… كم تقلب في بلاد الدنيا وكم تقلبت به الأحوال، الريس زكريا وعديد من ضباط المخابرات الإسرائيلية، المعلومات والفحص والبحث والممنوع والمسموح به وذلك الحبل المشدود فوق نار ونار… فمتى يأتي الوقت الذي يكف فيه، يوقف، يصرخ في الناس أنه كان ذات يوم جاسوساً. وكيف كان عميلاً مزدوجاً… أصبح اسمه الحركي (جورج سايكو) لكنه سيظل دائماً جمعة الشوان السويسي البمبوطي، الباحث عن لقمة العيش أينما كان العيش، وحيثما أراد له الله”… سوف يكتشف القارئ-إن كان قد شاهد المسلسل التلفزيوني “دموع في عيون وقحة” من السطر الأول في هذا الكتاب.
إن هناك فرقاً كبيراً بين تناول القصة في الكتاب وبين تناولها في المسلسل التلفزيوني… وان هناك الكثير من التفاصيل التي جاءت في المسلسل ليس لها وجود في الكتاب. ويقول الكاتب “صالح مرسي” صاحب هذه القصة الواقعية المستوحاة من الملفات السرية للمخابرات المصرية. إن هناك فرق كبير بين الكتابة للتلفزيون أو السينما وكتابة القصة أو الرواية، وهذا الاختلاف يكمن في الشكل لا في المضمون، وخاصة في مثل هذا النوع من القصص، قصص المخابرات، أو الجاسوسية”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب