رواية رأفت الهجان – صالح مرسي
«رأفت الهجان» ليس اسمه الحقيقي، ليس اسمه في مصر حيث ولد وعاش، كما أن «ديڤيد شارل سمحون» ـ وهو الاسم الذي سوف نطلقه عليه ـ ليس اسمه الذي عرف به في إسرائيل، حيث ذهب إليها في الخمسينيات كبطل من أبطال الصهيونية، وغادرها بعد عشرين عامًا كواحد من أصحاب الملايين، ورجل من رجال أعمالها البارزين!
«رأفت الهجان» ليس اسمه الحقيقي، لكنه الاسم الذي اختاره له صديق عمره، وطوق نجاته، والخيط الخفي الذي ارتبط به ارتباط الجنين بحبله السّري… عشرون عامًا وهما يلتقيان في كل يوم، يتحدثان، يتشاجران، يمسك كل منهما بخناق الآخر، ويتناجيان معًا في حب مصر!
«عزيز الجبالي» ـ وهذا أيضًا ليس اسمه! ـ ضابط المخابرات الذي تعرف عليه وهو في السادسة والعشرين من عمره، ثم فرقهما القدر وقد تخطى الخمسين.
حدث كل هذا دون أن يلتقيا مرة واحدة، أو يرى أحدهما الآخر، دون أن يتبادلا الحديث إلا من خلال خطابات كتبت بالحبر السري، أو صفير متقطع لجهاز إرسال أو استقبال.
أقول: إذا كان الأمر كذلك فإني أتساءل قبل أن أخط كلمة واحدة في هذا العمل:
هل يستطيع الخيال أن يرتفع إلى مستوى الحقيقة؟
مجرد سؤال لا يمكن أن تكون إجابته عندي… غير أني أقول: هذه قصة رجلين من جيل صنع لمصر، وللأمة العربية كلها، معجزات… تحاول بعض قوى الشر أن تطمسها!!
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب