رواية رائحة الحياة – رئيفة شبلاق
وقف في المكان وهو يتلفت يميناً ويساراً، وعيناه مفتوحتان على سعتهما، تحدقان بقوة كعيني الصقر، تبحثان في كل اتجاه، تدخلان كل الجحور، إلى أن قرّر العودة إلى المكان الذي كان قد بدأ البحث فيه، عاد يحدق إلى الحفرة التي أعدها ليدفنها فيها، ليست هنا، عاد يقف مذهولاً وهو يحدّق إلى القبر الفارغ، وقد اتسعت عيناه دهشة وقلقاً وهو يتساءل بينه وبين نفسه ويده فوق جبينه: «إلى أين ذهبت؟.. كيف اختفت من هنا؟، لا أصدّق.. كيف اختفت هكذا؟.. لا، لا يمكن، إنها هنا، في مكان ما». أحاط رأسه بكلتا يديه وعاد يتساءل بذهول: «أنا متيقن أني تركتها هنا قبل ساعات قليلة.. وهذه الحفرة نفسها التي حفرتها بيدي لأرمي الجثة داخلها.. ماذا يحدث؟.. أم أن طعنات السكين لم تقضِ عليها وخرجت سليمة؟».
راح يدور حول نفسه ويده فوق جبينه. فجأة خطر بباله شيء جعله يشعر بالرعب والفزع وهو يستعيد بذاكرته تلك اللحظة، وهو يتساءل بعينين اتسعتا ذهولاً: «أم أني حسبتها ماتت عندما رأيتها تغمض عينيها وقد أصبحت بلا حراك؟ هل نسيت أنها كانت لا تزال تحت تأثير التخدير؟.. هل عادت إلى وعيها؟.. لكن طعنات السكين، والدماء.. لا يمكن أن تكون على قيد الحياة.. لقد ماتت، لكن.. كيف اختفت؟ سوف أفقد عقلي»
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب