رواية راقصة البلاط – كيونغ سوك شين
في هذا النُزل على سفح ِالجبل، سمعت “ﭼـين لي” راقصة البلاط السابقة، الموفَـد الفرنسي ﭬـيكتور يناديها بالكورية “ملاكي”. كانت مصدومة أكثر بتلفُّظه الكورية بطريقة سليمة خالية من أي لكنةٍ فرنسية أكثر من مناداته لها بـ الملاك. تدرَّب ﭬـيكتور على الكورية كلما سنحت له الفرصة لذلك، لكن كان هنالك شيء ينقصه دائمًا لإجادتها، وكانت كلماته تخرج مبعثرةً من دون ترابط. عبورها المحيط إلى بلده، كان يعني العيش مع أناس تتحدث بلغة مختلفة.
ربما استشعر توترها الداخلي. لم يكن هنالك أي شك في أنَّ ﭬـيكتور قد ناداها بـ”ملاك” لأول مرة بكوريةٍ متقنة، في هذا النُزل القابع فوق سفوح جبال بلادها. جعلتها الكلماتُ الكورية المتدفقةُ بسلاسةٍ من بين شفتيه تدرك لأول مرة كيف يمكن للغةٍ أن تحرك المشاعر. ﭬـيكتور الذي لا يزال يجد صعوبة في نطق اسمها، جعل قلبها الوديع يرتعش. كانت مغمورةً بنشوةٍ كأنها قد غاصت بقدميها المرهقتين في ماء دافئ. شعورٌ محا التعبَ الذي خلَّفه اهتزاز جسمها طوال اليوم داخل المحفَّـة.
في تلك اللحظة اختفى هاجسُها بضرورة إبقاءِ مسافةٍ بينهما، والذي انتابها منذ أول يوم قابلت فيه ﭬـيكتور وقاومت على أثره محاولاته الضنينة للتقرُّب منها. تركت شعرها الأسود يسقط على مؤخرة عنقها وأمسكت بفرشاة شعرها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب