رواية ربيع في مرآة مكسورة – ماريو بنيديتي
يصف الروائي ماريو بينيديتي في روايته بعضاً من تداعيات الاعتقال السياسي الذي يتسبب بكوارث إنسانية. هنا تتفتت أسر، تنهار مؤسسات اجتماعية، تتغير تركيبات برمتها. يصف تأثيرات النزوح الإجباري هرباً من القمع والتصفية والاعتقال، ذلك أن الأنظمة القمعية لا تكتفي بالتضييق على معارضيها، بل تمارس بحقهم أشنع التصرفات العدائية، ولا تتورع عن ارتكاب أي جريمة، تحاصر مجالهم الحيوي، تقيد تحركات المحيطين بهم، تغتالهم، أو تأخذهم رهائن، لا تكتفي بالتنكيل والتعنيف، تلجأ في كثير من الأحيان إلى محاولة اجتثاث مَن يمتّ إلى أولئك المعارضين بصلة، وتدمير بيوتهم وحرقها، في سعي حثيث منها لتعديم أي أثر يدل عليهم، ومعاقبتهم بأهلهم وأموالهم.
ماريو بينيديتي، الذي أصدر في مسيرته الأدبية الطويلة أكثر من ثمانين عملاً، تُرجمت أعماله إلى لغات كثيرة، كما تم تحويل عدد من أعماله الأدبية إلى السينما والمسرح، وناضل ضد القمع، وعانى كثيراً في سبيل أفكاره، لا يحاول تقديم رواية عن ملابسات السجن السياسي وظروف السجناء، أو تفاصيل عن الإجرام الذي يُمارَس فيه، ودأب الجلادين على تقزيم الإنسان وتجويفه من داخله ودفعه إلى الانهيار والتندم والتحسر والجنون، بمقدار ما يحاول رسم صورة للعالم المحيط بالسجين، والتغيرات التي تجتاح كل شيء أثناء مدة السجن، يظل معها المعتقَل سجينَ ماضٍ متجدد وسط حاضر مضطرب وشخصيات متبدلة، بفعل الوقائع المستجدة التي تفرض استحقاقات وتغييرات وسلوكيات.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب