رواية رجال من ورق – وليام غولدينغ
تختزل فكرة الرواية العلاقة بين الأديب والناقد، وتناقش المفهوم الأميركي الحديث لما يسمى الأدب الشعبي، أو ما يدعوه «غولدينغ» بالإمبريالية الثقافية التي يمكن أن تترجم باقتحام الخصوصيات الشخصية، التنقيب في التفاصيل بحثاً عن الفضائح والسقطات الهامشية، من أجل تسلية الحشود وإلهائها عن متابعة الأدب الجاد.
الكاتب الانكليزي في هذه الرواية يحمل اسم ويلفريد باركلي، أما الناقد فأميركي يدعى ريتشارد تكر، يجتمعان معاً في منزل الأول ويناقشان حميمة الاندفاعات العاطفية خارج مؤسسة الزواج، وتأثيراتها الخفية في خلق البيئة الإبداعية المستقطبة للقراء.. استفاضة باركلي في سرد الخيانات تحت تأثير الكحول، تطبق عليه مصيدة تكر، فيندفع الأخير فجراً لنبش القمامة بحثاً عن أدلة مادية، تساعده في صنع وجبة مهنية دسمة، دون أن يحرجه استيقاظ باركلي وتهديده ببندقية الصيد.. فيتساءل الكاتب عندئذ: إلى متى ينبغي علينا، تحت ستار المحافظة المتنورة، أن نتحمل عمليات السلب والنهب التي تقوم بها تلك المخلوقات السمجة، وفي الوقت نفسه نتعرض لخطر العدوى بمرض حسبنا ذات يوم أننا قضينا عليه؟
تتلخص المهزلة باختفاء هاجس النقد الحقيقي، الذي يصطلي بناره الكاتب والناقد على حد سواء، فخلف أحابيل الورق، مناورات الحبكات، تحليل الشخصيات، حلول العقد والقرارات، هناك استغراق في عالم تقني مواز للواقع، يحيلنا إلى نشاط حركي يستنبط الانتحاءات الجمالية الخلاقة، بينما سحب النقد إلى صميم العالم الحقيقي، حيث الأعمال المخزية المتوارية للكاتب، التي يفترض أن تنعكس ظلالاً هامشية في سياق الصيرورة الإبداعية، يتضمن تساوقاً اندماجياً مع اللاأخلاقية، التي يحرص باركلي على مواراتها تحت شعار إدمان الكحول جزء من هروب العقل.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا
شكرا جزيلا جدا جدا على نشر هذه الرائع الإنسانية. .
دمتم بألف خير وبارك الله فيكم