رواية رجل على الحافة – بهاء الدين أوزكيشي
غادرت القصر متأثرًا وشاردًا إلى بيتي المتواضع. كان أذان المغرب يعلن عن نهاية المساء الحزين، وبداية الليل. تحطمت كل أحلامي بشكل لا رجعة فيه. استقبلني خادمي بفرح عند الباب، وناولني رسالة من السلطان سليم. أمرني فيها والدي أن أعود لزيارته بعد أربعة أيام في نفس التوقيت، بحجة أن حديثي قد نال إعجابه.
أثارت هذه الدعوة في نفسي نوعًا من الرعب الغريب. طلبت من خادمي المخلص أن يجهز كل ما لدينا على وجه السرعة، وقلت له أننا سننطلق على الفور. وعلى غير عادته، أطاع فورًا دون أدنى تذمر. حملنا أمتعتنا المتواضعة على بغلٍ، وغادرنا مانيسا تلك الليلة دون أن يرانا أحد.
كان شعور داخلي يدفعني لترك الطريق المعتاد والانحراف تمامًا إلى اتجاه آخر. لم يكن هناك سبب ظاهر يدفعني لتصرفي هكذا. لاحقًا، أدركتُ أنني لم أخطئ في تصرفي بهذا الشكل. في الليلة التي غادرنا بها، وقرب الفجر، انهار المنزل الخشبي الذي كنا نقيم به إثر حريقٍ مفاجئ.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب