رواية رحلة إلى آخر الليل – فرديناند سيلين
اعتدت بل وكنت أميل إلى هذه الملاحظات المتعمقة والمدققة. عندما تتوقف مثلا عند الطريقة التي تتكون وتنطلق بها الكلمات لا تصمد عباراتنا كثيرا أمام كارثة إطارها المطموس. إن المجهود الميكانيكي الذي نبذله في الحديث أكثر تعقيدا ومشقة من التبرز. الفم، تلك الفتحة الأنبوبية من اللحم المتورم، التي تتشنج عند الصفير، يشهق، يكابد، ويطلق كل أنوارع الأصوات اللزجة عبر هذا الحاجز العفن من الأسنان المنخورة، أي عقاب هذا؟ ومع هذا نلتزم باتخاذه مثلا أعلى. أمر صعب. وبما أننا لسنا سوى أسيجة تحوط أحشاء دافئة لم تتحلل جيدا فسوف نواجه دائما صعوبات مع المشاعر.
أمر بسيط أن يكون المرء عاشقا، الصعب هو البقاء معا. إن القذارة لا تسعى إلى البقاء ولا إلى التكاثر. هنا، حول هذه النقطة، نحن أتعس من الغائط، هذا السعار الذي يجب أن نحافظ عليه في حالتنا يمثل عذابا يفوق الخيال.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب