رواية رحلة ما بين الحب والحرب – فؤاد حسن العلي
يصحو المطر قليلا فتنكشف أمامي مساحات واسعة من الأراضي، يغطيها شجر الزيتون المتألق اخضراراً بعد حمام طبيعة مدعوّةٌ إليه كل أشياء البلدة، بما فيها بيوتات تلف وسطها بمناشف مختلفة الألوان ورؤوسها بأغطية قرميدية، هكذا كان المشهد، وكأن الطبيعة تتحضر لعرس، لا عذر لمن تلقّى بطاقة مطر عن التأخر عنه، تماماً كعادة أهالي البلدة في أفراحهم، ولا عجب في ذلك وهم الذين تربطهم بترابها ومزروعاتها وشجرها وعلى الأخص بزيتونها علاقات جدًا مميزة.
أجلس على غصن شجرةٍ قريبٍ من الأرض، أهزّه ضاحكاً بتواترٍ مع اهتزازه، أتذكر أنني كنت ومراد جالسين في ذات المكان والطقس فأرسل له عصفور هديةً من أعلى الشجرة نزلت على رأسه فكلّفت العصفور المسكين حياته بعد أن رشقه مراد بوابل من الشتائم غيظاً، حزنت يومها على ذلك العصفور لأنني كنت المحرض على قتله، إذ أنني لم أتمالك نفسي من الضحك.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب