رواية رمضان حبيبي – نجيب الكيلاني
والعجيب أنها لم تصد أحمد أو ترفضه صراحة، كانت تقترب منه ثم تبتعد عنه، لعلها لم تأخذ الأمر كله مأخذ الجد، وماذا يضيرها أن تتلقى رغبات الخطاب، وهمسات الخاطبة، وأمنيات الأم؟ إنه نوع من التسلية البريئة، ثم إن رفضها القاطع ربما يكون فيه قسوة على ذلك الشاب الطيب البرىء الذى لا يعرف من دهاليز الحياة وأسرارها وألاعيبها إلا القليل جدا..
فى أحد الأيام رأته “جليلة” قادما، كان حليق الرأس على عادة العسكر، ومع ذلك فإن وسامته بدت جلية لا يمكن أن تخطئها عينها، شعرت بشئ من الحرج، ووجدت نفسها تقارن بينه وبين “فتحى” صديق شقيقها.. إن لفتحى سوالف طويلة، وشعر مرجل، ويدخن نوعا من السجائر الفاخرة مستوردة من الخارج.. خال من العقد والقيود والمخاوف.. وضحكت، وطرحت رأسها إلى الخلف وهو جالس لا يتزحزح من المقعد الذى قدمته له فى غرفة الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة الخاصة.. وقال أحمد فى بساطة غريبة: “جئت طالبا يدك..”، ابتسمت، وحمدت الله على خلو الحجرة من أى مخلوق سواهما.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا