رواية رومولا – جورج اليوت
جورج إليوت هو الاسم المعروف للروائية الإنكليزية ماري آن إيفانز (1819-1880). ولدت في الريف الإنكليزي وترعرعت في كنف عائلة ترعي التعاليم البروتسانتية الصارمة. ظهرت أولى ثلاث روايات لها في شكل ” مشاهد من حياة إكليركية “. أما قصصها الثلاث التالية التي تدور أحداثها على خلفية الحياة الريفية التي ألمّت بها جيداً فقد رسّخت شهرتها كروائية تتميز بدفء العاطفة والمشاركة الوجدانية نحو الفقراء والمحرومين. وقد سافرت إلى إيطاليا لتقف مباشرة على خلفية روايتها التاريخية ” رومولا ” التي تصوّر فلورانسة عصر النهضة.بالنسبة للكثير من الفيكتوريين المدققين كانت جورج إليوت ببساطة ” مؤلفة رومولا “. وما إن ظهرت الرواية لأول مرة حتى مدحها وبشكل شامل تقريباً الخبراء المختصون. فروبرت براوننغ، كواحد من هؤلاء، ما إن قرأها حتى كتب إلى مؤلفتها، مدفوعاً بالحماس الشخصي، معلناً أن “رومولا” “هي القصيدة النثرية الأكثر نبلاً والأكثر بطولة” من بين كل ما قرأه في حياته”. أما أنتوني ترولوب فقد شعر أن شخصية البطلة لم تبزّها ” أية فتاة عرفتُها في أية رواية “، وأخبر جورج إليوت لاحقاً أنه لو قُدّر لها أن تموت قبل أوانها فبإمكانها أن تمضي راضية مرضية لأنها ك رومولا العمل الأوحد الذي لن يموت بموتها دون ريب. وحتى وقت يرقى إلى عام 1885، مع كل الرهافة التي اتسمت بها أحكامه النقدية، أعاد هنري جيمس تأكيد الرأي، الذي تشكل عند أول قراءة له للكتاب قبل عشرين سنة، بأن “رومولا ” كانت ” بالإجمال أجمل ما كتَبَتْ (المؤلفة) “. في منتصف ستينيات القرن التاسع عشر كانت الرواية التاريخية قد حققت الرسوخ والاحترام الجيدين معاً في إنجلترا. كانت روايات ويفرلي لسكوت – وكانت جورج إليوت من المعجبات الدائمات بها – لا تزال تحتفظ بظاهرة رواجها بعد ثلاثين سنة من وفاة سكوت، ومن بين الروائيين المعاصرين، كان الاثنان الأكثر شهرة بينهم، ديكنز وثاكري، قد نشرا روايتين تدور أحداثهما في فترات تاريخية. وخارج إنجلترا كان فلوبير قد أكمل تقريباً “سالامبو”، وكان تولستوي يشتغل على روايته ” الحرب والسلم “. لكن، كما نوّه ج. ه*. لويس عندما احتضن هو وزوجه لأول مرة مشروع “رومولا ” بينما كانا يمضيان إجازة في إيطاليا صيف 1860، كانت جورج إليوت مهيأة ” فعل شيء ما في الرومانس التاريخية يختلف في طابعه ” عما تم إنجازه من قبل.
تذكر أنك حملت الرواية من موقع قهوة 8 غرب