رواية زهرة الجبال الصماء – البشير الدامون
صرخت مرارة كاوية ندت عن عمتي :
_ لقد قتلوا رفيقي و صيروني عمياء، ولا أعرف إن كان أخي حيا أم ميتا …
تشبثت أمي بأكبرهما سنا :
_ أين زوجي ؟
و هو يمسح جبهته من قطرات العرق، و يقبض على لجام البغل أجابها :
_ كأنه رفع إلى السماء أو ابتلعته الارض لا أثر له و لا أثر لشامة .
تساءلت من تكون شامة .
دونما اهتمام بهذا الاسم الذي شغلني صرخت أمي :
_ أين زوجي و من غيبه عني ؟ …
سكننا إنتظار عودة أبي . أصبحت أمي معظم الوقت ساهية تقول في حزن إن نارا حمراء تقيد في جوفها، و انها حائرة فلول عرفت أنه قال لسامحته أمام الله ، أما إن كان قد هرب مع معشوقته و تركنا لوحدنا في كدية الريح فوالله لن تسامحه أبدا . تلعن حظها ووالدي ذا الوجه الخمري، و العينين الملونتين بالاخضر و الكستنائي الفاتح، الذي أغرقت قلبها بحبه و لم تجني منه الى خيبة قاتلة . تشتكي لمن يزرنها من النساء و تتساءل كيف ستعيل لوحدها بنتا و أخت زوج أضخت عمليات.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب