رواية سانكا – زاخار بريليبين
لوحِظَت في سلوكهم أَمارات انقطاع الأمل، كما لو أنهم جاؤوا إلى هنا بآخِر ما لديهم من قوة ويريدون الموت هنا. والصور التي حملوها على أيديهم وضمّوها إلى صدورهم تصوِّر الزعماء، وكان جلياً أنَّ الزعماء أصغر سناً من أكثرية الذين تجمعوا هنا. فقد لاح وجه لينين المبتسم بهدوء على صورة مكبَّرة رآها ساشا سابقاً في كتاب القراءة للمبتدئين. وبانَ وجه خليفته الهادئ على أيدي الكهول المرتجفة.
كان الخليفة في قبعة وعلى كتفه رتبة قائد القوات المسلحة. عُرضت عليهم صحف رقيقة مطبوعة على ورق رمادي، رفض ساشا، وكشَّر فينكا بمرح. أثارَ فيهما ما حدث مزيجاً بسيطاً من الشفقة والحزن. تجمع عدة مئات أو ربما عدة آلاف من الأشخاص مرتين أو ثلاث مرات في السنة في هذه الساحة، في شيء من الثقة التي لا يمكن تفسيرها بأنَّ اجتماعاتهم الحاشدة المحزنة ستتسبب في رحيل الحكومة البغيضة. مع مرور السنين منذ الانقلاب البرجوازي، شاخ المتجمهرون بشكل نهائي ولم يعودوا يخيفون أحداً.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب