رواية سرافيتا – أونوريه دي بلزاك
إنها أحد أهم الأعمال البلزاكية وهى رواية فلسفية ذات طابع ميتافيزيقى وصوفى صرف وهى قمة فى الأعمال الأدبية الفلسفية فى عصره . ان ابداع بلزاك فى بناء شخصياته يتجلى بأقوى صوره فى سيراڤيتا فقدرة بلزاك على بناء هذه الشخصية التى تتماهى تماما مع فكرته الماورائية عن الوجود وهى لحمة أعماله التى تتمتع بالواقعية المأساوية مع تلك التى تتصف بالرومانسية والتجريد . فالتقاء سيرافيتا مع ولفرد ومينا وعلاقاتهم هى علاقة جدل بين الوجود والماوراء بين الجزئى والكلى . بين الزمنى والأزلى . وهى العلاقة التى تهدف الى عودة الأمر الجزئى الى الأمر الكلى كما انها علاقة حب خالص واشتياق لا يمكن للفرد مقاومته فعودة المحبوب الى حبيبه هى عودة الى الذات وهو اتصال لا متناهى .
كذلك كان سيرافيتا كائنا ليس ذو طابع محدد وهو يتفهم كل الطبائع الاخرى وهو يتبع حدسه واحساسه وفكره الخالص ويرى بنورها جميع الأشياء الدنيوية فيشملها كلها ولهذا فهى الأخرى تنجذب اليه لكنه لا ينجذب الا الى المطلق . وهو منذ ولادته وحتى صعوده الى السماء ليست حياته عباره عن كومة من الشعوذات والامور اللامنطقية بل على العكس فكل الظروف كانت تؤدى الى كون سيرافيتا على ما كان منذ وجود سويدنبرج النبى الذى بارك زواج والدى سيرافيتا ومن وجد سيراڤيتا النور والحقيقة فى ادراك تعاليمه حتى تربيته ونشأته ووفاة اهله المبكر ومحيط ميلاده الجغرافى فى الشمال . كما أن واقعية معلومات بلزاك التاريخية عن سويدنبرج وجغرافية النرويج والسويد وعادات اهل الشمال والمعرفة بروحهم عموما قد أضفت واقعية على العمل الذى قد يبدو للوهلة الاولى ذا طابع خرافى.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب