رواية سلم إلى السماء – ابتسام تريسي
رواية “سلّم إلى السماء” آخر نتاجات الكاتبة والروائية السورية، ابتسام تريسي، وليست الأخيرة، إلا أنها تحمل اختلافاً سردياً عن باقي رواياتها السابقة، مثال: “جبل السمّاق” بجزئيها الأول (سوق الحدادين) والثاني (الخروج إلى التيه)، أو “غواية الماء”، بل حتى “مدن اليمام” التي سطّرتها خلال سني ثورة السوريين.
لا تخلو رواية التريسي الجديدة من الحب بالطبع، كغالبية رواياتها، لكنها كانت أكثر قرباً هذه المرة من الحرب وأدواتها وإفرازاتها الموغلة في التوحّش. نرى ذلك بوضوح حين تتحدث الكاتبة التي اختارت -ربما- أن تكون بطلة الرواية “هيفين”، المتحدثة بلسانها، لتصف من خلال هذا الكائن الأنثوي الممتلئ عاطفة وثورة وخيال؛ صيرورة الحياة وتناقضاتها عبر سنوات عمرها.
لم تتقيّد الكاتبة، أو دعونا نناديها باسمها الروائي “هيفين”، بمعايير السرد وأطره التقليدية. تنقّلت بحرّية تامة بين الأحداث وأزمنتها والأماكن التي شكّلت ميادينها؛ في رحلة حبّ وفراق وعذاب وقسوة، منذ أن افترقت عن عشيق فتوّتها “بدر” وصولاً إلى اندلاع الثورة السورية ولقائها مجدداً به، وبين هذا وذلك مرّت “هيفين” بتفاصيل زواجها الإجباري بـ (ذَكَرٍ) كان يوماً زوجاً لأختها التي تعرّضت للقتل، أذاقها صنوف العذاب والمذلّة وهي بعيدة عن أهلها ووطنها في إحدى دول النفط والرمال الخليجية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب