رواية سور الجنة – محمد مولا عثمان أوغلو
لقد حل الربيع للتو على المرتفعات أعلى جبال طوروس، على الرغم من أن الربيع هنا يعد الشرارة الأولى لحرارة الصيف، ألا إن الكثير لم يدرك أنه حلوله بمثابة تجلي للقدر من شأنه أن يثير الدماء. سيتم كتابة الأقدار الجديدة بدماء أربعة أصدقاء تتراوح أعمارهم بين أربعة عشر وستة عشر عامًا.
نعم كان الربيع ولكن بالحرارة الصيف! لقد كانوا شباب رائعين، كم كانوا شجعانًا وأقوياء.
كان أحلامهم أكبر من أعمارهم… بعيدًا عن عالمهم الصغير المنحصر في ساحة القرية وحقول الفاكهة المنتشرة على حافة القرية، لقد كانت قلوبهم كبيرة. كيف لهم أن يعرفوا أن دمائهم التي أثارها الربيع ستهدر وأن شغفهم بالمغامرة سينتهي!
خلال حياتهم القصيرة كانوا مخطئين عندما ظنوا أن الحجارة والأرض والبشر في مرتفعات طوروس القاسية تشبه الحجارة والأرض هنا. كانت أقدارهم مخفية بين أسطر غير مقروءة بلغة محظورة، ومن ثم اختفت في ومضة. ما بقى هو الصرخات المتمردة على الغدر، حتى هذه لم يسمحوا ببلوغها عنان السماء، فقد أطعموا جثثهم للنسور وأحرقوا عظامهم.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
