رواية سيرة الانتهاك – أيمن مارديني
قال لي أيمن عندما قدم لي روايته سيرة الانتهاك : “بتعرف هون، و بهي الرواية حاولت أن أسجل ذاكرة الانتهاك قبل أن تذوي لدي .. علها أو علني أبدأ من جديد . و كأن أيمن البطل يقول لك ذلك و لست أنا المؤلف.”
أيمن البطل ام أيمن الكاتب، أم أنا القارئ، أم أنتم من ستقرؤونها ولابد، ستكونون جزء” من تلك السيرة، أيمن لايكتب الروايات، من المؤكد أنه لا يفعل ، إنه يصور لنا أفلاماً، يسجل لنا لحظات وصورا” لما تحمله ذاكرته من كلمات، صور ليس من السهل علينا أن نستخرجها من تلك المنطقة من الذاكرة الغائرة عميقا”، الغائرة هرباً أو نسيانا” لانتهاك عشناه جميعا، ونعيشه كل يوم، ولكن أيمن يعيدها، يعيد سيرة الانتهاك، إنه يحفر حفرة ليدفن فيها سيرة الانتهاك الخاصة به، لكنه يعلم جيداً أنه يقوم باعادة حفر كل تلك الحفر التي كنا قد طمينا فيها سيرة انتهاكنا دون أن ندري، إنه يسجل لنا كابوساً، نعيشه، لانستطيع الخروج منه، حتى آخر كلمة في الرواية، حاولت أكثر من مرة أن أتوقف عن القراءة، كمن يحاول أن يخرج من كابوس يعيشه، و لكن الكابوس كان أقوى من الخروج، الأبواب كانت مقفلة، كما دخلت من أول صفحة للرواية عليك أن تخرج من آخر صفحة، تلك براعة أيمن في اصطيادنا، في أسرنا في انتهاكات تبدأ ولا تنتهي، ولا أدري ان كانت قد انتهت بعد كل ما قرأته، بالنسبة لي، بدأت سيرة الانتهاك لدي، بعد أن أنهيت القراءة، ولابد أن يمر وقت قبل أن أعيد دفنها أنا الآخر، لعلي أبدأ من جديد، لكن الجديد الذي يريده أيمن لنا جميعا، ما هو الا عالم أفضل، خالي من الانتهاكات.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب