رواية سيمادرا – أحمد دهر
انا تائه كسفينة فعتها الامواج والعواصف وكسرت شراعها كل ما فيها خواء، كأطلال مدينة مهجورة تلعب فيها الرياح فتوهمك ان فيها حياة. سحقتني الايام بأقدام غول، ثقيلة وبطينة الخطى، ورمت الاحلام على جراحي املاح البحر، وبقيت تتفرج على عذاباتي.
غادرت الامان ورميت نفسي في العراء، تركت اهلي وحبهم وسكنت مع الغرباء الصواب تلحف بضباب الخطأ، فما عدت أراه. طريقي لا ينتهي وكلما ظننت اني وصلت، بدأت من جديد. اقدامي ملت من حمل جسدي وانا اطوف فيها البلدان. وروحي خلت من الايمان، فكل يو ألبسها وأزفها الى دين جديد، فتناثرت واصبحت تعبد الشك لا اليقين.
سائراً ولا اعرف الى اين؟ وأخشى اني ضيعت ايامي بالبحث عن السراب عيناي متعبتان مما رأتا من تفاهة عيش البشر، وأذناي ملتا من سمع الكذب والترهات. فهل رأيت تائهاً مثلي بحماقتي وغبائي؟
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب