رواية شجيرة حناء وقمر – أحمد التوفيق
بعد وفاة “علاّ” (الاسم المختصر لعبد الله عند بعض القبائل في الجبال المغربية)، القائد العجوز، المتواضع الحكيم، لإيالة “حصن السوق” خلفه ابنه الوحيد “همّو” (اختصار اسم محمد لدى قبائل جنوب المغرب)، الطموح، والجشع، المتعطش إلى المال والسلطة، وإلى حياة البذخ والثروة والقصور. وأخذ يبني سلطته وقيادته، ولو على جماجم أبناء قبيلته والقبائل المجاورة، ساعياً إلى اكتساب رضى السلطان ووزرائه وحاشيته، وأداء ما يترتب على إيالته من فرائض وضرائب للسلطان، وإلى إحاطة نفسه بكافة مظاهر القيادة من قصور ومنازل وسجن وحاشية، وحرّاس وعسكر. وفي بنائه لسلطته يرتقي “همو” مدارج سجن داخلي ذاتي، تضيق سراديبه إلى حد الاختناق، يساعده في إقراره وفرضه لسلطته وهيبته على قبيلته والقبائل المجاورة صديق أبيه وخادمه “ابن الزارة”، وهو في الأصل نخاس سمسار في أسواق الواحات، يتاجر بالإماء والعبيد من الرجال والنساء، وصديق والده الصائغ اليهودي “باروخ”، الذي يلبي كافة مطالب “همو” ورغباته ويسلفه الأموال ويعينه في تأمين الموارد، وفي النهاية يخدعه ويسلبه أموال كنزه الذهبي. أوحى ابن الزارة للقائد همو بضرورة الزواج من بنات الأعيان والقادة والمشايخ، وزوجه من فتاة جميلة عربية أبية النفس اسمها “السالمة”، ابنة ولد الشهباء، قائد ولاية السهل المجاورة. ولما لم ترضخ لسلطته ولم يجد فيها ضالته المنشودة ومحبوبته المطيعة، زوجه من “كيما” ابنة الشيخ أحماد نايت ابرايم الأبي المعتد بكرامته وقبيلته، وهو شيخ قبيلة بربرية تقيم في منطقة جبلية من ولايته، بعد أن أقنعه بذلك قائلاً: “تتزوجها وتضرب عصفورين بحجر: تثير بها غيرة زوجتك بنت ولد الشهباء وتكون عنك بمثابة رهينة تضمن طاعة والدها الشيخ أحماد”
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب